هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مُحَمَّـدٌ رَسُولُ اللَّه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hassane143
Admin
hassane143


ذكر عدد الرسائل : 5115
العمر : 56
السٌّمعَة : 0
نقاط : 14
تاريخ التسجيل : 05/02/2007

مُحَمَّـدٌ رَسُولُ اللَّه Empty
مُساهمةموضوع: مُحَمَّـدٌ رَسُولُ اللَّه   مُحَمَّـدٌ رَسُولُ اللَّه Icon_minitimeالخميس يوليو 24, 2008 6:07 pm


حامد بن عبدالله العلي
المحمودُ اللهُ تَعَالىَ نَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ هُوَ ،

اللّهمَّ صلّ ، وَسَلّمْ ، وَبَارِكْ عَلَى نَبِيّكِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ .

كَمَا خَتَمَ اللهُ تَعَالىَ الكَوْنَ بِأَفْضَـلَ مَا خَلَقَ فِيِهِ وَهُوَ الإِنْسَانُ ، خَتَمَ النُّبَوّةَ التي هِيَ سـِرُّ سَعادَةِ الإِنْسـَانِ ، بِأَفْضَلِها ، وَهُوَ خَاتَمُ رُسُلِـهِ ، وصَفْوَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ ، مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الرَّحمْـَةُ المُهْدَاةُ للعَالمَِين ، وَالنِّعْمَـةُ المُسْـداةُ للْخَلْـقِ أَجمْعَيِـن
،

ولهذا جمع الله له الأنبياء فأمّهم في المسجد الأقصى ، وعرج به ، فرقى إلى السموات ، متجاوزاً كلّ الرسل الكرام ، حتى بلغ ذلك المقام ، عنـد حجاب نور الله، فأسمعه ربه منـه الخطاب فصار كليم الله .
،

ويكفيه شرفــا ، وفضْلا ، رفعـهُ الله به على جميع الخـلق من الأولين والآخرين ، هذه الآية التي هـي أعظـم مناقبـه ، وأجـلّ فضائلـــه : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) .
،
قال القاضي عياض : اتفق أهل التفسير في هذا أنه قسمٌ من الله جل جلاله ، بمدة حياة محمد r ، و أصله ضمّ العين ، من العُمر ، و لكنها فُتحت لكثرة الإستعمال ، ومعناه : و بقائك يا محمد ، و قيل : و عيشك ، و قيل : و حياتك .
،
و هذه نهاية التعظيم ، وغاية البر والتشريف .
،
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما خلق الله تعالى ، و ما ذرأ ، و ما برأ نفساً ـ أكرم عليه من محمد r ، و ما سمعت الله تعالى أقسم بحياة أحد غيره .

وقال أبو الجوزاء : ما أقسم الله تعالى بحياة أحد غير محمد r ، لأنه أكرم البرية عنده)أ.هـ

ولاعجب أن أقسم الله تعالى بحياته ، وقد جمُعـت أوصاف هذه الحياة التي لم تشـرق على البشرية ، أعظم بركة منها ، جمُعـت من مأثـور ما ورد ، فكانت هـي أوصاف ذروة الكمال الإنسانـي :

فكان صلى الله عليه وسلم وآله وسلم ، أجود الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ، ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم ، ليس بالجافي ، ولا المهين ، يعظم النعمة وإن دقت ، لا يذم منها شيئا .

ولا تغضبه الدنيا ، ولا ما كان لها ، فإذا تعدي الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ، و لا يغضب لنفسه ، ولا ينتصر لها ، وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه.

يكرم كريم كلّ قوم ، ويولّيه عليهم ، ويحذر الناس من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ، وخلقه ، ويتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عمّا في الناس ، ويحسّن الحسن ويقويه، ويقبّح القبيح ، ويوهيه.

معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا ، أو يميلوا ، لكلّ حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ، ولا يجاوزه ، والذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة ، وأعظمهم عنده منزلة ، أحسنهم مواساة ، ومؤازرة.

لا يقوم ولا يجلس إلاّ على ذكر الله ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ، يعطي كلّ جلسائه بنصيبه ، لا يحسب جليسه أنّ أحدا أكرم عليه منه ،

من جالسه ، أو فاوضه في حاجة ، صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ، ومن سأله حاجة لم يرده إلاّ بها ، أو بميسور من القول، قد وسع الناس بسطه ، و خلقة ، فصار لهم أبــا ، وصاروا عنده في الحق سواء.

مجلسه مجلس علم ، وحلم ، وحياء ، و أمانة ، وصبر، لا ترفع فيه الأصوات ، ولا تؤبن فيه الحرم ، يتفاضلون فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقرون فيه الكبير ، ويرحمون فيه الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب.

دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب، ليس بفظّ ، ولا غليظ ، ولا صخاب ، ولا فحاش ، ولا عيّاب ، ولا مشاح ، يتغافل عما لا يشتهي ، ولا يؤيس منه راجيه ، ولا يخيب فيه.

قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، والإكثار ، ومالايعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا ، ولا يعيبه ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلاّ فيما رجا ثوابه ،
،
وإذا تكلم أطرق جلساؤه ، كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا ، لا يتنازعون عنده الحديث ، ومن تكلم عنده أنصتوا له ، حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم ، يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ، ومسألته .

أشجع الناس ، وأجود الناس ، وأحلم الناس ، وأتقى الخلق لربه ، وأخشاهم له ، وأوفاهـم بالعهـد ، وأصدقهـم ، وأشدّهم حياءً ، كان أشدّ حياء من العذراء في خدرها .

جمع زبدة الفضائل الإنسانية ، واستجمع جميع مؤهلات قيادة البشـرية ، فهو الرسول الهادي المبّلغ للوحي ، طبيب القلوب ، والأبدان ، والمصلح الحكيـم الناس كلّهـم ، من أتباعه ، ومن غير أتباعه ، والإمام العادل للدولة ، والقائد الأمثـل للحرب والسلم ، والأب الحاني لأسرته ، ولأمته ، والزوج الحنون ، الوصول للرحم ، الرفيق بكلّ ضعيف ، ومسكين ، رؤوف ، رحيم .

ورَّثَ للبشرية أعـظم ما يورثـّه المصلحـون الهـداة ، وأعطاها الأنموذج الكامل الذي لو سارت عليه سلكت سبيل النجـاة .

لايقــرأ سيرته متجرّد إلاّ انبهر بــها ، ولا يطالع قصـة حياته منصـف إلاّ اندهش منها ، ولا يتفحّـص شخصيـته ، وإنجازاته ، برىء من التعصّـب ، والهوى ، إلاّ أقـرّ بأنها أعظم شخصية ، عرفتها البشـرية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.hassaneallaoui.com
 
مُحَمَّـدٌ رَسُولُ اللَّه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: التصنيف الأول :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: