--------------------------------------------------------------------------------
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" ـ البقرة:186 يسألك العباد عن رب العباد فلا تجبهم بوصف ذات أو تعداد صفات، إنه ربهم يرد عليهم بنفسه يأتيهم الجواب ممن سألوا عنه (فإني قريب) يختار هذه الصفة دون غيرها ليهدهد العقول الحائرة ، ويُطمئِن القلوب الخائفة ، ويستدعي النفوس الشاردة
هو منهم قريب يجدونه في أي وقت احتاجوا إليه، فليخلصوا قصدهم ويتجهوا لخالقهم أنى كانوا، يدعونه ويرجونه، يناجونه بأعذب الألفاظ الصادقة، يسكبون عبراتهم في رحابه، ويصبون آلامهم معها ناثرين بين يديه وحده شكاواهم
(فإني قريب) الموضع الوحيد الذي جاء فيه الرد على السؤال بلا واسطة، ففي غيرها من الآيات يكون الجواب: قل كذا. أما هنا فرب العباد يجيب بنفسه، ونرى الفاء الرابطة تصل الجواب بالسؤال، والتعبير (إني قريب) جاء بالجملة الاسمية الدالة على الثبات فهذا حاله دوما (القرب منا) فليكن حالنا دوما (القرب منه ودعاؤه والاستجابة له والإيمان به)
منقول من منتدى الفصيح
--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) سورة القصص)
هذه الآية الكريمة فيها أمرين ونهيين وبشارتين. أما الأمرين فهما: الأول: أن أرضعيه والثاني: فألقيه في اليم.
وأما النهيين فهما: الأول : ولا تخافي والثاني : ولا تحزني
وأما البشارتين فهما: الأولى: إنا رادّوه إليك والثانية: وجاعلوه من المرسلين.
فسبحان الله العزيز الحكيم الذي أنزل هذا القرآن بهذا الإعجاز الذي تحدّى به فطاحل اللغة في قريش فمن غير الله يأتي بكل هذه المعاني في جملة واحدة مختصرة بهذا الأسولب البلاغي المتميّز؟ سبحان الله تبارك اسمه آمنت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً ورسولا وبالقرآن العظيم كتابا وبالإسلام دينا.
--------------------------------------------------------------------------------
﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ البقرة 257
﴿الله ولي الذين ءامنوا﴾ يحبهم ويعينهم ويتولى أمرهم. ﴿يخرجهم ﴾ بنعمته وتوفيقه
﴿من الظلمات﴾ من ظلمات الكفر والضلال والبدعة والجهل
﴿إلى النور﴾ نور الإيمان والهداية والطاعة. وجمع الظلمات لاختلاف أنواعها ولأنها أجناس كلها باطلة ووحد النور لأن الحق واحد لا يتعدد,وهذا كقوله تعالى ﴿وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ﴾
﴿والذين كفروا﴾ بما يجب الإيمان به وأصروا على كفرهم
﴿أولياءهم﴾ الذين يتولون أمرهم
﴿الطاغوت﴾ الشياطين والمضلين
﴿يخرجونهم﴾ بالوساوس والتزيين وغيرها
﴿من النور﴾ نور الإيمان
﴿إلى الظلمات﴾ ظلمات الكفر والنفاق والضلال
﴿أولئك﴾ الطواغيت والكفار
﴿أصحاب النار﴾ الملازمون لها
﴿هم فيها خالدون﴾ ماكثون لا يخرجون ولا يموتون
فوائد الآية
* الإيمان بالله يؤدي إلى تولي الله للمؤمن
* ولاية الله عامة وهي تولي شؤون عباده ,وخاصة بالمؤمنين وهي المذكورة هنا, والله يتولى المؤمنين في الدنيا والآخرة, وأما الطواغيت فانهم وان تولوا الكفار في الدنيا فانهم يتخلون عنهم في الآخرة, ثم شتان بين تولي الخالق للمخلوق وتولي المخلوق للمخلوق
* الله لا يتولى الكفار
* وأن أهل النور في الدنيا هم أهل نور القبر والصراط ونور الجنة في الآخرة , وفي المقابل فإن أهل الظلمات في الدنيا هم أهل ظلمات القبر والحشر والنار في الآخرة
* الخلود في النار خاص بالكافرين
* أن إخراج الطواغيت للكفار من النور يشمل المرتدين الذين كانوا في نور الإسلام ثم كفروا ويشمل الذين كانوا في نور الفطرة ثم اجتابتهم الشياطين وأخرجتهم عنها إلى الكفر
* عظم جريمة رؤوس الشر والطواغيت الذين لا يكتفون بضلال أنفسهم حتى يضيفوا إلى ذلك إضلال غيرهم
التابع بالباطل و متبوعه في النار
* استمرار هداية الله وزيادتها, واستمرار عمل الطواغيت في الإخراج من النور إلى الظلمات وزيادتهم للكفار كفرا وهذا ما يقتضيه التعبير بصيغة الفعل المضارع في قوله: ﴿يخرجهم﴾ //﴿ويخرجونهم﴾
--------------------------------------------------------------------------------
قال الامام القرطبي في تفسير قول الله تبارك وتعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)
هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات. فقوله{خذ العفو} دخل فيه صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين. ودخل في قوله{وأمر بالعرف} صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار. وفي قوله{وأعرض عن الجاهلين} الحض على التعلق بالعلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة.